قصة طريفة في محل الأحذية بتركيا

image.jpeg
في صيف 2013 سافرت ( شهر ٦ ) لتركيا، وكالعادة اشتريت الهدايا للأهل ومنها عمتي –أم زوجتي-  وهديتها حذاء تركية - الله يكرمكم -، إلا إن هديتي بقيت حبيسة الأدراج لأربعة أشهر وذلك لأن مقاسها كان كبيراً، وفي رحلتي الأخيرة لتركيا ( شهر ٩ ) أخذتها معي لاستبدالها، قالت لي زوجتي: الحذاء لها أربعة أشهر وصندوقها غير موجود ولا الفاتورة أيضاً، فكيف ترجعها؟
لا أخفيكم دخل الإحباط وتسلل لقلبي وترددت في حملها معي خاصة والألبسة كثيرة، إلا أنني رميتها في زاوية الشنطة على أمل في استبدالها بأصغر منها.
وفي المطاف الأخير لنا في إسطنبول ذهبت للمركز الذي اشتريت منه وبالتحديد في شارع الاستقلال، دخلت للمحل وبه الكثير من الموظفين وأخذت أتأمل في وجوههم، إلى أن أستقر بي الأمر على رجل يبدو طيبة قلبه على محياه المبتسم، فتسللت له مبتسما وقلت: اشتريت هذه من عندكم لكن وجدتها كبيرة، فهل لي أن أستبدلها بأصغر منها؟ 
طلب الانتظار وذهب يبحث عن مثلها، فرجع وقال للأسف نفذت الكمية فلا يوجد مثلها، طلبت منه أن أخذ غيرها وفاجأته أنني ليس لدي ما يثبت الشراء إلا الحذاء فقط فلا فاتورة ولا كرتونها 
قال مبتسما: أوكي، لا أعلم أي سعادة دخلت قلبي لأنني ظفرت بمبلغ كدت أفقده.
أخبرت زوجتي - وكانت كظلي - رأيت ابتسامتها من تحت خمارها، علمت أن وراءه المكر، وبدلاً أن تأخذ حذاء أخرى لأمها إذ تأخذ لنفسها. 
وقفت عند المحاسب صاحبي، وأخذ وقتا لاستخراج فاتورة للحذاء القديمة، وأستبدل قيمة القديمة بالجديدة بل أعطاني فوقها ( ١٠ ليرات ) حيث كانت القديمة ( المستبدلة ) أغلى. 
شكرته كثيراً لحسن تعامله وودعته بابتسامة ودعوات من قلبي صادقة له، وللعلم المحل ليس صغيراً بل هو مركز من ثلاث طوابق للأحذية ( رجال ونساء وأطفال ) 
بالمقابل سأحدثكم عن واقعتين الأولى كنت شاهد عيان، ففي محل للجلابيات النسائية - هنا في ديارنا - سمعت امرأة تتجادل مع صاحب المحل، في إرجاع الجلابية ( القميص ) واسترجاع دراهمها، رفض تماماً وقال لها: أساعدك في استبدالها بأخرى أما إرجاع الدراهم فلا، حاولت مرة بعد أخرى وهي تقول له: أنا اشتريتها بالأمس ( أقل ٢٤ ساعة )، باتت محاولاتها بالفشل أمام قسوة قلب الرجل وأمام قسوة الأنظمة. 
والأخرى ففي محل جلابيات ثاني، اشتريت مجموعة منها وحيث أن وجدت واحدة غير مناسبة رجعت له من الغد، وبعد معاينة واحدة جديدة والاتفاق على السعر ( ١٠٠ ريال )، أخرجت التي في الكيس وقلت هذه اشتريتها بالأمس ( ١٢٠ ريال ) أريد استبدالها بالجديدة وإعطائي الفرق ( ٢٠ ريال ).
غضب وزمجر صاحب المحل، وقال لماذا لم تخبرني أولاً بأنك ترجعها، ولو أخبرته بذلك لباعها لي بنفس السعر، وقال لي: كنت على رأسي، لم أدعه يكمل وقلت له لا أريد أن أتزحلق ( لأنه كان أصلعاً ) انتهت الحادثة ولم تنتهِ معاناتنا مع التجار والباعة، وكان الله في عوننا. 
استفدت من الموقفين ( في تركيا وهنا ) أن الربح الحقيقي ليس في كسب مزيداً من الدراهم بل بكسب قلوب أصحابها.

0 التعليقات: